الاثنين، 16 أغسطس 2010

الدين محبة لا رسائل في جوال




يحل علينا هذا الشهر الفضيل ببركاته و رسائل التبريكات و النقصات من الاهل و الاصدقاء،جميل هذا التواصل رغم انه يتسم بكثير من الرسمية و كثير من التقليدية و نفس الكلام المنمق في كل عام.
أصبحنا لا نعرف بعض سوى عبر رسائل التبريكات،والتي توزع على كل الناس المدونه اسمائهم في قائمة الهاتف المحمول،هكذا ترسل الرسائل من عيد الى عيد و من رمضان الى رمضان،فيختفون هؤلاء البشر من حياتك تمر أعواما طويلة لا تراهم و رغم ذلك يحرصون على ارسال هذه الرسائل التي تدعو لك بالصحة و المحبة و الرغبة في التكفير عن اي خطأ ارتكبوة.
مؤثرة هي هذه الرسائل و لكن أحيانا لا تشعر بها لاسيما من شخص غاب من جدول حياتك منذ سنوات أو من شخص تجمعكم علاقة عمل لا شيء آخر و تجدوهم يتواجدون برسائل الفضيلة في المناسبات الدينية.
هناك من يحبك فعلا و يرغب في التواصل معك و لكن الاغلبية ترسل لتشعر بالرضا عن النفس بأنها أدت واجب التهنئة الذي غالبا ما يكون مهمة ثقيلة على النفس ، ساعدت هذه الرسائل الهاتفية في رفع حمل المجاملة عبر التبريكات المكررة في كل عام.
هناك من سيعترض على كلامي قائلا بأنها تبريكات من القلب و هي تواصل اجتماعي طيب و ما الى ذلك من أمور،أحترمها ارائكم جميعا و لكني أظن بأن هناك زيفا كبيرا يعتري تبريكاتنا و تهنئتنا التي لا نراها الا في مناسبات محدودة و بدونها لا وجود لهؤلاء الاشخاص.
لذلك قررت في هذه السنة ان لا أرد على الرسائل التبريكات التقليدية، واخترت رسالة واحدة عن التسامح لأرسلها للبعض فقط لمن يهمني أمرهم،فأنا لا أبتغي الأجر من ناس لست أحتك بهم و بالكاد أعرفهم.
و في ظل الحديث عن الاحداث الرمضانية لاحظت تفاقم حوادث السيارات في رمضان، و هو لشيء مؤسف أن يتعرض الشباب و الشابات للموت في شهر يجمع العائلة على مائدة الفطور لتجد أن هناك كرسي فارغ ينتظر أن يجلس أو تجلس فيه أختك أو أخاك أو أمك أو أباك.
أرى في كل يوم بعد الفطور مشروع حادث قادم قد أتعرض له أنا أو من يسوق بقربي و كأن أرواحنا طيورا تتعرض للقتل من طائش يتسلى باللعب ببندقيته،هكذا هي القيادة في رمضان سواء قبل الفطور أو بعده فهي قيادة بلا أخلاق بلا أدب و بلا تمعن و بعد هذا نرسل رسائل تطلب المغفرة و أكثار الصلاة.
لكل من يرسل هذه الرسائل و يقود بسرعة جنونية و طائشة ليملأ بطنة أو ليدخن سجائرة أو ليتسوق من أجل العيد، أنت أكبر منافق اتقي الناس في الشارع و في العمل و في البيت و أعبد ربك في صمت فنحن لسنا ملائكة لنسجل حسناتك أن أكثرت من ارسال هذه الرسائل.
نحن بشر تتعرض أرواحنا للخطر في كل يوم بسبب رعونة و طيش و أنانية،فكر بأنك قد تخسر شخص من أفراد عائلتك و لن تراه عينيك يوما بسبب حادث جعله يغيب عنكم الى الابد،لنفكر قليلا بالاخرين لنشعر بجرح الفقدان الى الأبد و من ثم نقود سياراتنا في سلام،الدين محبه.. الدين معاملة.. الدين أخلاق قبل أن يكون رسائل في هاتف نقال!

هناك 5 تعليقات:

  1. هذه التكنولوجيا بقدر ما تعطينا تأخذ منا الكثير،
    لا طعم لهذه الرسائل إذ أنها لا تستطيع حمل المشاعر كالسلام المباشر والابتسامة والترحيب

    الحوادث ارتفعت معدلاتها بشكل فظيع مع ظهور البلاك بيري وربعه
    أكاد لا أرى شخصا يقود بدون أن يكتب

    الله يحفظ الجميع
    ومبارك عليج الشهر :)

    ردحذف
  2. اي و الله المشكلة حتى احنا نقول ما راح نستخدم البلاك بري و لكن تحوشنا اللقافة مع لمعان الضوء الاحمر و في النهاية لا شيء يستحق اغلبها رسائل سخيفة،
    المهم الله يجعله شهر خير و بركات عليكم و على الاسرة الكريمة و عسى الله يحفظ الجميع من الحوادث،

    ردحذف
  3. هالسنة انا ما ارسلت رسايل !! كل سنة ارسل .. الا هالسنة .. !! هو شي حلوو ومو حلو بنفس الوقت !

    حلو للتواصل في هذا الشهر .. لكن مثل ما قلتي احيانا ما نشعر بها !!


    ومسجات التسامح ونصح بهذا الشهر أولى و أبدى


    تحياتي اختي

    ردحذف
  4. لولا الامل
    من هالمسجات الانسان ما قام يحس الا بالمجاملة صراحة
    و كل الشكر على المرور و ان شاء الله تتطيب قلوبنا بالتسامح على مدار العام،

    ردحذف
  5. كلام جميل

    موفقه وبدون مجامله المدونه وكتاباتج حلوه

    ردحذف